......
رأيت وجوه يكسوها الشحوب و طرق الألم ترسم على وجوهِهم أنهار من الدموع ..
هكذا رسمت لوحتي و فيها جرحي و قمة معاناتي و لم أنسى ما حدث لي أمد الدهر
طُعنت في حياتي.. آمالي و أحلامي أعيشها سراب في سراب..
......
أرتقب من يحقق لي ما أتمنى و لكن لا أحد .. أنا كالذي ينظر إلى بصيص النور من نافذة زنزانته و يرى أسراب
الطيور تحلق من هنا و هناك بكل حرية ..
تبني أعشاشها و ترى أحلامها بلا قيود .. أما أنا تربطني السلاسل و القيود
و أرى قضبان الزنزانة مقفلة أمامي و أمامها باب مفتوح و لكن لا أستطيع كسر
القضبان للهروب ..
......
لأنه يحرسها حارس يمنعني من الخروج .. و فوقه ظالم حكم علي بالحبس و الضرب بالسياط مدى حياتي و أنا
مظلوم .. سُلبت مني حريتي .. و قُطعت أجنحتي .. و قُتلت ابتسامتي .. يسرح بي خيالي إلى حلمي الذي أتمنى
يعانق واقعي لكي أحيا به و أعيش ..
.......
أمسكت بمعطفي الأبيض و ابتسمت و سرعان ما هطلت الدموع و بكيت
أصرخ ببكائي و لكن لا مجيب .. لا أسمع سوى صداي يرد بنفس معاناتي .. أوقد
قلبي شُعلةٍ من اليأس لا أحد حولي سوى أنا .. أسرج لهم أحلامهم كما يريدون
و يتمنون .. حينما تكلمت لهم عن أحلامي أداروا لي ظُهورهم .. لم يكترث لي
أحدهم بما أريد .. ذهبوا و تركوني أُقاسي ذلك وحدي..هكذا بلا سبب ..
......
لم أجد سوى قلمي يسطر على ورقي
ما أُعاني..
......
أرتقب بريق ذاك الصباح .. أرى بريقه يدخل علي من نافذتي ليت حلمي يشرق مثله يوماً أمام الجميع ..
و أحطم القيود و أكسر القضبان و أقتل الحارس و أنطلق إلى الباب المفتوح ..
و آخذ بثأري من ظالمي .. و يشع حلمي مثلك يا شمس الصباح و أملي المنتظر أو
ربما أُطلق عليه بالمقتول ..
......
و لكن ما زالت هناك تربطني السلاسل و القيود و أرى قضبان الزنزانة مقفلة
أمامي و أمامها باب مفتوح و لكن لا أستطيع كسر القضبان للهروب ..
.......
أسدل الليل ستاره المظلم و أنا في زنزانتي كل ما حولي تلاشى ضياءه .. لم
يقود لي ذلك الحارس أي شمعة ..أعيش في ظلامي أُقاسي المعاناة وحدي .. و
أصرخ من ألمي و لكن لا مجيب ..
.....